• 0
  • 0
  • 0
  • 0
عنادل تم النشر منذ 3 سنوات في كتب صوتية

عنادل | تفاءل | إيليا أبو ماضي

قصيدة تفاءَل
لإيليا أبو ماضي
بصوت زينب سليم
جميع الحقوق محفوظة لدى عنادل

كَم تَشتَكي وَتَقولُ إِنَّكَ مُعدِمُ *** وَالأَرضُ مِلكُكَ وَالسَما وَالأَنجُمُ
وَلَكَ الحُقولُ وَزَهرُها وَأَريجُها *** وَنَسيمُها وَالبُلبُلُ المُتَرَنِّمُ
وَالماءُ حَولَكَ فَضَّةٌ رَقراقَةٌ *** وَالشَمسُ فَوقَكَ عَسجَدٌ يَتَضَرَّمُ
وَالنورُ يَبني حَولَكَ في السُفوحِ وَفي الذُرى *** دوراً مُزَخرَفَةً وَحيناً يَهدِمُ
هَشَّت لَكَ الدُنيا فَما لَكَ واجِماً *** وَتَبَسَّمَت فَعَلامَ لا تَتَبَسَّمُ
إِن كُنتَ مُكتَإِباً لِعِزٍّ قَد مَضى *** هَيهاتِ يُّرجِعُهُ إِلَيكَ فَتَندَمُ
أَو كُنتَ تُشفِقُ مِن حُلولِ مَصيبَةٍ *** هَيهاتِ يَمنَعُ أَن تَحِلَّ تَجَهُّمُ
أَو كُنتَ جاوَزتَ الشَبابَ فَلا تَقُل *** شاخَ الزَمانُ فَإِنَّهُ لا يَهرَمُ
أُنظُر فَما زالَت تَطُلُّ مِنَ الثَرى *** عُصورٌ تَكادُ لِحُسنِها تَتَكَلَّمُ
ما بَينَ أَشجارٍ كَأَنَّ غُصونَها *** أَيدٍ تُصَفِّقُ تارَةً وَتُسَلِّمُ
وَعُيون ماءٍ دافِقاتٍ في الثَرى *** تَشفي السَقيمَ كَأَنَّما هِيَ زَمزَمُ
وَمَسارِحٍ فَتَنَ النَسيمُ جَمالُها *** فَسَرى يُدَندِنُ تارَةً وَيُهَمهِمُ
وَالجَدوَلُ لجَذلانُ يَضحَكُ لاهِياً *** وَالنَرجِسُ الوَلهانُ مُغفٍ يَحلَمُ
وَعَلى الصَعيدِ مَلاءَةٌ مِن سُندُسٍ *** وَعَلى الهِضابِ لِكُلِّ حُسنٍ مَيسَمُ
فَهُنا مَكانٌ بِالأَريجِ مُعَطَّرٌ *** وَهُناكَ طَودٌ بِالشُعاعِ مُعَمَّمُ
صُوَرٌ وَآياتٌ تَفيضُ بَشاشَةً *** حَتّى كَأَنَّ اللَهَ فيها يَبسمُ
فَاِمشِ بِعَقلِكَ فَوقَها مُتَفَهِّماً *** إِنَّ المَلاحَة مُلكُ مَن يَتَفَهَّمُ
أَتَزورُ روحَكَ جَنَّةٌ فَتَفوتَها *** كَيما تَزورُكَ بِالظُنونِ جَهَنَّمُ
وَتَرى الحَقيقَةَ هَيكَلاً مُتَجَسِّداً *** فَتَعافها لِوَساوِسٍ تَتَوَهَّمُ
يا مَن يَحُنُّ إِلى غَدٍ في يَومِهِ *** قَد بِعتَ ما تَدري بِما لا تَعلَمُ
قُم بادِرِ اللَذاتِ قَبلَ فَواتِها *** ما كُلُّ يَومٍ مِثلُِ هَذا مَوسِمُ
أَحبابَنا ما أَجمَلَ الدُنيا بِكُم *** لا تَقبُحُ الدُنيا وَفيها أَنتُمُ

مميزات اضافية
41

:: / ::