النص:
«كل شيء في الفجر هادئ، كأن الكون يبدأ رحلته من جديد: نقيًا وبسيطًا. تلك البساطة التي تُمرر الدنيا بلا أذًى، فأنا معها عابر سبيل لا يقف كثيرًا على العثرات، وهي معي مسافة سير لا ينتهي بها المسار. تلك البساطة التي أحملها حِمل الطريق: بساطة الحزن الذي يختبئ سريعًا، وبساطة الفرح إذا يحدوه نداء. فكل ما في الحياة بسيط، تمامًا كالفجر.
يمضي الصباح بالناس إلى الطرقات، يتعقّد الأمر رويدًا.. رويدًا، وتتشابك عُقَده في ذُرى النهار. تختلط الأصوات بصوت العصفور الهانئ، أو ربما الحزين! هو في الحالين يشدو ولا ندري منه المراد. تتهادى الشمس إلى مسقطها ويُفَضّ الاشتباك، ويتعالى الليل بقُمرته ويعود بتعقيد جديد.
في الليل، لا تمضي الأشياء. الليل ثقيل، مهما خفّ وزنه، والنوم فِرار شجاع. لا أحسن الفرّ كثيرًا ولا أنا بالكرّار المُمِيت. حتى في سيرته تتعقّد الأوصاف، فتمضي على سُنّته. ولكنه ثقيل جميل. تخافه جدتي، التي لا تذهب ولا تروح، وتستبشر بأذان المُنادي أن حيّ على الصلاة.
كل شيء في الفجر هادئ، كأن الكون يبدأ رحلته من جديد: نقيًا وبسيطًا. فكل .ما في الحياة بسيط، تمامًا كالفجر». لـ: سامح طارق
بصوت إسراء جلبط، تدقيق: عبد الفناح نوح، هندسة صوتية: محمد صدقة -