قصيدة حوار على النيل
للشاعر أمل دنقل
بصوتَيْ هبة الصغير وعاصم السيد
من ذلك الهائم في البرية
ينام تحت الشجر الملتف
والقناطر الخيرية
مولاي. هذا النيل
نيلنا القديم
أين ترى يعمل أو يقيم؟
مولاي كنا صبية نندس في حياضه الصيفية
فكيف لا تذكره؟
وهو الذي يذكر في المذياع
والقصائد الشعرية
هل كان قائدًا؟
مولاي ليس قائدًا
لكنما السياح في مطالع الشتاء
بالأقمصة القصيرة الأكمام
يأتون كي يروه
آه
يصورونه بوجهه الباكي
وكوفيته القطنية
لكي يشهروا بنا
بالنظم الثورية
تعال كي نودعه
في ملجأ الأيتام
مولاي هكذا تحبه الصبايا والرعاة والأغنام
وأم كلثوم التي كانت تغني له
في وصلتها الشهرية
النيل؟
أين يا ترى
سمعت عنه قبل هذا اليوم؟
أليس ذلك الذي
كان يصاحب العذارى
ويحب الدم؟
مولاي قد تساقطت أسنانه في الفم
ولم يعد يقوى على الحب وألعاب الفروسية
لا شأن لي
لابد أن يبرز لي أوراقه الرسمية
فهو صموت
يصادق الرعاع ويعبر القرى
ويدخل البيوت
ويحمل العشاق في الزوارق الليلية
مولاي هذا النيل
لا شأن لي
بذلك المشرد المجنون
لابد أن يريني أوراقه الرسمية
شهادة الميلاد
والتطعيم، والتأهيل
والموطن الأصلي والجنسية
لكي ينال الحق
في الحرية