إذا كشف الزمان لك القناعا  
قصيدة للفارس العربي عنترة بن شداد  
بصوت محمد ثروت  
  
إِذا كَشَفَ الزَمانُ لَكَ القِناعا *** وَمَدَّ إِلَيكَ صَرفُ الدَهرِ باعا  
فَلا تَخشَ المَنيَّةَ وَاِلقَيَنها *** وَدافِع ما اِستَطَعتَ لَها دِفاعا  
وَلا تَختَر فِراشاً مِن حَريرٍ *** وَلا تَبكِ المَنازِلَ وَالبِقاعا  
وَحَولَكَ نِسوَةٌ يَندُبنَ حُزناً *** وَيَهتِكنَ البَراقِعَ وَاللِفاعا  
يَقولُ لَكَ الطَبيبُ دَواكَ عِندي *** إِذا ما جَسَّ كَفَّكَ وَالذِراعا  
وَلَو عَرَفَ الطَبيبُ دَواءَ داءٍ *** يَرُدُّ المَوتَ ما قاسى النِزاعا  
وَفي يَومِ المَصانِعِ قَد تَرَكنا *** لَنا بِفِعالِنا خَبَراً مُشاعا  
أَقَمنا بِالذَوابِلِ سوقَ حَربٍ  **** وَصَيَّرنا النُفوسَ لَهَ مَتاعا  
حِصاني كانَ دَلّالَ المَنايا  *** فَخاضَ غُبارَها وَشَرى وَباعَ  
وَسَيفي كانَ في الهَيجا طَبيباً *** يُداوي رَأسَ مَن يَشكو الصُداعا  
أَنا العَبدُ الَّذي خُبِّرتَ عَنهُ *** وَقَد عايَنتَني فَدَعِ السَماعا  
وَلَو أَرسَلتُ رُمحي مَع جَبانٍ *** لَكانَ بِهَيبَتي يَلقى السِباعا  
مَلَأتُ الأَرضَ خَوفاً مِن حُسامي *** وَخَصمي لَم يَجِد فيها اِتِّساعا  
إِذا الأَبطالُ فَرَّت خَوفَ بَأسي *** تَرى الأَقطارَ باعاً أَو ذِراعا