العقل اللاواعي يتشكل من خلال عدة معتقدات تدخل إلى عقل الإنسان أثناء حياته من الصغر للكبر، ومن هذه النقطة الهامة يمكن لعقل الإنسان أن يتشكل على هيئة شخص واثق من نفسه ومتوازن أو شخص غير متزن، ويشعر دائمًا بالضعف وعدم القدرة على الإنجاز.
ومن الأسباب الشهيرة جدًا التي تُسقِط العقل في هذا المأزق هي مشكلة الاتكال والتي تبدأ مع جميع البشر منذ الولادة، حيث يولد الطفل وهو غير قادر على إدارة أمور حياته بشكل كامل، ومن هذا المنطلق، إذا بكى الطفل فالجميع من حوله سيتحمل، وإذا كبر بعض الشيء وأخطأ فالجميع سيسامحه لأنه طفل، وعندما يريد شيء بشده لن يذهب ويأخذه بل سيصرخ بصوت عال حتى يرضيه الجميع من حوله.
هذا ما نسميه عملية الاتكال المستمرة، والذي يقع فيها العديد من الناس، حتى بعد تخطيهم مرحلة الطفولة، فتصبح سعادتهم تتكل على معاملة الآخرين لهم بشكل جيد، وتصبح أحلامهم مبنية على مساعدة الآخرين لهم، وتصبح مشاعرهم تعتمد على حب الآخرين لهم.
وبمجرد اختفاء الآخرين ينهار مثل هذا الشخص فورًا، ويشعر بعدم ثقة في كل شيء، ببسا طة لأن شعوره بالثقة والأمان والحب نابع من الاتكال على الآخرين.
ولذلك على الآباء أن يربوا أبنائهم على عدم الاتكال على نظرة أو حب الآخرين لهم، فمثلًا لو لديك طفل أحضر لك كوب من الماء، لا تقل له، "شكرًا أنت طفل رائع" بل قُل له "شكرًا لك أنك أحضرت الماء"، حتى يفهم الطفل أن الشُكر على عمل معين، ومن هذا المنطلق عقل الطفل سيتجه للعمل وليس لاستجداء الكلام اللين عن طريق العمل.
فكلما كنت تتكل على الآخرين في نجاحك أو ثقتك في نفسك، زادت خيباتك، ولذلك عليك أن تفهم أن الثقة في النفس أمر مكتسب ويمكنك أن تتدرب عليه حتى تتمكن منه، ولكن أهم خطوة في هذا التدريب هو أن تقاوم العادات السلبية التي كبرت معك منذ الصغر.
بل أحيانًا يكون الناس دفاعيين جدًا عن أفكار تورثوها من الصغر دون أن يفكروا فيها، ولا يعرفون مدى تأثيرها السلبي عليهم.
ولذلك إن كنت صادقًا في رغبتك في تغيير نفسك، فعليك إذا أن تكون منفتحًا لمقاومة الأفكار السلبية التي تمتلكها أنت في عقلك أولًا.
الفكرة: الاستيقاظ من شرك الأفكار السلبية هو الخطوة الأولى للثقة التامة