إنها سيرة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في صورة بهية من الشعر، يرسمها لنا شاعر النيل حافظ إبراهيم
عمر وبيعة أبي بكر
وَمَوقِفٍ لَكَ بَعدَ المُصطَفى اِفتَرَقَت *** فيهِ الصَحابَةُ لَمّا غابَ هاديها
بايَعتَ فيهِ أَبا بَكرٍ فَبايَعَهُ *** عَلى الخِلافَةِ قاصيها وَدانيها
وَأُطفِئَت فِتنَةٌ لَولاكَ لَاِستَعَرَت *** بَينَ القَبائِلَ وَاِنسابَت أَفاعيها
باتَ النَبِيُّ مُسَجّىً في حَظيرَتِهِ *** وَأَنتَ مُستَعِرُ الأَحشاءِ داميها
تَهيمُ بَينَ عَجيجِ الناسِ في دَهَشٍ *** مِن نَبأَةٍ قَد سَرى في الأَرضِ ساريها
تَصيحُ مَن قالَ نَفسُ المُصطَفى قُبِضَت *** عَلَوتُ هامَتَهُ بِالسَيفِ أَبريها
أَنساكَ حُبُّكَ طَهَ أَنَّهُ بَشَرٌ *** يُجري عَلَيهِ شُؤونَ الكَونِ مُجريها
وَأَنَّهُ وارِدٌ لا بُدَّ مَورِدَهُ *** مِنَ المَنِيَّةِ لا يُعفيهِ ساقيها
نَسيتَ في حَقِّ طَهَ آيَةً نَزَلَت *** وَقَد يُذَكَّرُ بِالآياتِ ناسيها
ذَهِلتَ يَوماً فَكانَت فِتنَةٌ عَمَمٌ *** وَثابَ رُشدُكَ فَاِنجابَت دَياجيها
فَلِلسَقيفَةِ يَومٌ أَنتَ صاحِبُهُ *** فيهِ الخِلافَةُ قَد شيدَت أَواسيها
مَدَّت لَها الأَوسُ كَفّاً كَي تَناوَلَها *** فَمَدَّتِ الخَزرَجُ الأَيدي تُباريها
وَظنَّ كُلُّ فَريقٍ أَنَّ صاحِبَهُم *** أَولى بِها وَأَتى الشَحناءَ آتيها
حَتّى اِنبَرَيتَ لَهُم فَاِرتَدَّ طامِعُهُم *** عَنها وَأَخّى أَبو بَكرٍ أَواخيها
صوت عاصم السيد