قصيدة بطولة حب
للشاعر هاشم الرفاعي
بصوتَيْ أروى عثمان ومحمد ثروت
تسائلني: من الجاني *** على قلبي ووجداني
ومن منا الذي أغفــ *** ـــلَ عن قصدٍ هوى الثاني
سلوت ولست من تجـــ *** ـــزيك سلوانًا بسلوان
وأصفيت الهوى أخرى *** فقلها: لست تهواني
نسيت لقاءنا بالرو *** ض يوم زرعته حبّا
وكنت تصب في أذني *** حديثًا ساحرًا عذبًا
وتهمس بالأماني البيــ *** ـــض شعرًا أيقظ القلبا
فرحت أعانق الأزها *** رَ والأنسام والعشبا
وبعد هناء قلبينا *** وقصة حبّنا النّامي
تلاشى عطفك المشبو *** بُ ضاعت كل أحلامي
وماتت أغنيات تر *** توي من نبع إلهامي
وما طالعتني يومًا *** بغير قصيدك الدّامي
وعدت إذا التقينا لا *** تجيب حنين أعماقي
وتجلس شارد النّظرا *** تِ في صمتٍ وإطراقِ
يطلُّ العطف من عينيــ *** ــكَ ممزوجًا بإشفاقِ
أجبني ... أين ميثا *** قك؟ إني صنت ميثاقي
أنا يا غادتي الحسنا *** ءُ أطوي في الحشا جمرا
ظلمت هواي لم أعشق *** سواك وليس لي أخرى
ولو فكرت في هجري *** لعشت على سنى الذّكرى
وأبكيت الوجود معي *** وفجّرت الأسى شعرًا
ولكني رأيت القيـــ *** ــد قد أدمى لي القدما
وأغلالًا تلف يدي *** تعذّبني، تسيل دمًا
وأفئدة تنادي الفجــ *** رَ ثم تعانق الظّلما
فصغت -كما رأيتِ - الشعــ *** ــرَ ينضح لفظه ألمًا
فإن لم تسمعي منّي *** نشيدًا حالم الغزل
ولم تجدي سوى أنّا *** تِ جرحٍ غير مندملِ
فلا تجري وراء الوهـــ *** ــمِ وانتصري على الملل
وكوني مثلما عوّد *** تني مشبوبة الأملِ
أيرضى الحب أن نحيا *** على هونٍ إلى الأبد؟
أنبني عشَّنا في القيـــ *** ـــدِ كي يستعبدوا ولدي؟
فلا تهني إذن بالحبّ *** بل شدي به عضدي
طوت ظلماتهم أمسي *** وأرجو أن أضيء غدي
وعند تبلّج الإصبا *** ح سوف نعود للروض
إذا انتصر السلام بنا *** على الشّحناء و البغض
ولم نرَ بعضنا في قســـ *** ــوة يعدو على البعض
ويوم أحسّ أني سيـــ *** ــيد حقًا على أرضي
فأنت ترين أني لم *** أرد شرًّ بإنسان
ولكن سطوة الباغي *** وآمالي وحرماني
جميعًا ألّفت نغمًا *** حزينًا ساد ألحاني
وليس الحب أن نرضى *** الهوانَ، فهل أنا الجاني؟