 
						قصيدة أنين لغتي  
لشاعر النيل حافظ إبراهيم  
بصوت زينب سليم  
  
رَجَعتُ لِنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي *** وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتـــــــي  
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَنـــــي *** عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتـــي  
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِســــــــــــي *** رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتــــــــــي  
وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَــــــــــةً *** وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظــــــاتِ  
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَــــــةٍ *** وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعـــــــاتِ  
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِــــــنٌ *** فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتـي  
فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِنـــي *** وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتـــــــي  
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّنـــــــــــــــي *** أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتـــــي  
أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَــــــــــــةً *** وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغـــــــــــــاتِ  
أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّنــــــــــــاً *** فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِمــــــــــاتِ  
أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَربِ ناعِــــــبٌ *** يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتـــــي  
وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُـــــــــمُ *** بِما تَحتَهُ مِن عَثرَةٍ وَشَتـــــــاتِ  
سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً *** يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتــــــــــي  
حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُــهُ *** لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَـــــــــراتِ  
وَفاخَرتُ أَهلَ الغَربِ وَالشَرقُ مُطرِقٌ *** حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِــــــــراتِ  
أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقــــــــــــاً *** مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَنـــــــــاةِ  
وَأَسمَعُ لِلكُتّابِ في مِصرَ ضَجَّــــــةً *** فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتـــــــــي  
أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُـــــمُ *** إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِـــــــــــــرُواةِ  
سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَـرى *** لُعابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُــراتِ  
فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَــــةً *** مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفــــــــــــاتِ  
إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِــلٌ *** بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي  
فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيتَ في البِلى *** وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتـــــي  
وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعـــــــــــدَهُ *** مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَمــــــاتِ
